الضوء وتأثيره البيئى :
الشمس هو المصدر الرئيسى للضوء والحرارة
الضوء هو الجزء المرئى من طاقة الشمس وهو من أهم العوامل المؤثرة فى حياة النبات والحيوان كما يلى :
أ) الضوء وعملية البناء الضوئى :
عملية البناء الضوئى : هى عملية تقوم بها النباتات الخضراء ويتم فيها تحويل الطاقة الضوئية الى طاقة كيميائية وهى الاساس الذى تستمد منه الكائنات المستهلكة والمحللة ما تحتاج اليه من غذاء لتوليد الطاقة
لكى تتم عملية البناء الضوئى فى النباتات الخضراء يجب توافر الضوء حيث يمتص الكلوروفيل الموجات الضوئية التى تقع أطوالها بين 390-780 نانومتر
ب) الضوء وعملية الانتحاء :
الانتحاء : هو الحركة الموقعية نتيجة للنمو فى اتجاه يحدد موقع المؤثر من النبات فاذا كان اتجاه النمو نحو المؤثر كان الانتحاء ايجابيا أما إذا كان النمو فى عكس اتجاه مصدر المؤثر كان الانتحاء سلبيا
/// ساق النبات منتحية ضوئية موجبة ويرجع السبب فى ذلك الى استطالة خلايا الساق البعيدة عن الضوء بدرجة أكبر من خلايا الساق المواجهة للضوء نظرا لان خلايا النبات تستجيب للمواد المحفزة للنمو ( الاكسينات ) فى الظلام أكثر منها فى الضوء .
ج ) الضوء والازهار فى النبات :
يمر النبات أثناء النمو بمرحلتين هما النمو الخضرى ومرحلة الازهار والاثمار
فى المرحلة الاولى : النمو الخضرى تنقسم خلايا الجنين عند انبات البذور فيتكون الجذر والساق والاوراق
فى المرحلة الثانية : التى تبدأ بعد فترة من النمو الخضرى وهى مرحلة الازهار والاثمار نتيجة حدوث تفاعلات داخلية عديدة يكون النبات الازهار ثم الثمار
هاتان المرحلتان تتاثران بعوامل النظام البيئى فعلى سبيل المثال :
نبات القمح الذى يزرع عادة خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر ويزهر فى شهرى مارس وأبريل , فإذا زرع القمح فى شهرى فبراير ومارس فانه ينمو خضريا فقط دون أن يزهر وذلك لعدم ملائمة العوامل البيئية للتغيرات الداخلية الازمة لكى يصل النبات الى مرحلة الازهار .
• يتضح من ذلك أن التواقت الضوئى المناسب لزراعة النبات يعتبر عنصر أساسى للازهار والاثمار بعد وقت مناسب
• التواقت الضوئى : هو العلاقة بين قترة الاضاءة وفترة الاظلام التى يتعرض لها النبات بالتعاقب كل 24 ساعة
• تقسم النباتات من حيث التواقت الضوئى الى نباتات تحتاج الى فترة إضاءة طويلة وفترة إظلام قصيرة . ونباتات تحتاج الى فترة اضاءة قصيرة وفترة اظلام طويلة . ونباتات لاتتاثر كثيرا بطول فترة الاضاءة أو الاظلام المتعاقبين .
د) الضوء وتوزيع الكائنات الحية :
يتحكم الضوء فى توزيع الكائنات الحية سواء فى الماء أو اليابسة
ففى الماء يحدد العمق الذى يصل اليه الضوء وجود نوعيات معينة من الكائنات فالطحالب تختلف فيما بينها فى حاجاتها الى نوعية وكمية الضوء اللازم لعملية البناء الضوئى
- فالطحالب الحمراء تحتاج الى كمية ضوء قليلة ولذلك تستطيع تكوين غذائها حتى عمق 25 متر .
- بينما لاتستطيع الطحالب البنية ان تكون غذائها عند عمق أكثر من 15 متر
- أما الطحالب التى تثبت نفسها فى القاع فتستطيع أن تنمو عند عمق 120 متر
- فى الوقت الذى لاتستطيع النباتات الوعائية فى المياة العذبة أن تعيش عند عمق أكثر من 10 أمتار
أما على اليابسة ففى المقارنة بين منطقة صحراوية ومنطقة غابات استوائية
فنلاحظ : ان الصحراء تتميز بزيادة كمية الضوء وارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الرطوبة النسبية بينما فى الغابات الاستوائية تمتاز بقلة الضوء اسفل الاشجار الضخمة وارتفاع الرطوبة النسبية فيهما ولذلك تختلف طرق تكيف الكائنات الحية وظروف المعيشة فى كل منهما لمواجهة الظروف التى تواجهها .
الضوء ونشاط الحيوانات :
أثر ضوء الشمس \\ يمكن تقسيم نشاط الكائنات الحية الى أربع فترات :
- فترة الفجر : يقل فيها نشاط الحيوانات الليلة بصورة تدريجية
- فترة النهار : تنشط فيها الحيوانات النهارية
- فترة الغسق : يقل فيها نشاط الحيوانات النهارية بصورة تدريجية
أثر ضوء القمر \\ للقمر تأثير ملموس فى أحياء الشواطئ البحرية التى تتعرض للمد والجزر
بعض الاحياء المائية التى تغمرها مياه المد تبقى غير نشيطة عند تعرضها للجزر أثناء انحسار مياه المد
الضوء وهجرة الضوء :
• الهجرة : هى ظاهرة حيوية ذات طبيعة دورية تتم بانتقال جماعة من الحيوانات خلال اوقات او مواسم معينة تحدث بتأثير عوامل فسيولوجية داخلية وعوامل بيئية خارجية للتغذية والتكاثر فى بيئة ملائمة والهجرة يومية أو موسمية .
- الهجرة اليومية : تتضح فى الحيوانات البرية مثل العصافير كما تتضح فى البحار والمحيطات فى تحرك الاحياء العائمة لتصعد الى السطح وتهبط الى القاع والقشريات المائية التى تتاثر بالاشعة فوق البنفسيجية فتظل طوال النهار على عمق 27 مترا وتهاجر فلا الليل الى السطح ويرجع السبب فى هذه الهجرة الى تأثير الضوء كما تخرج بعض الاسماك من المياه العميقة ليلا الى مياه ضحلة لوضع البيض ثم تعود الى المياه العميقة فى النهار
يتوقف ذلك على الحالة الفسيولوجية والعمق والموسم والمرحلة التى يمر بها الكائن الحى من تاريخ حياته
- الهجرة الموسمية : تشاهد فى الطيور بشكل واضح كما فى السلاحف الصحراوية
ويعتبر طول فترة النهار عاملا مهما فى إطلاق الهجرة بشكل منتظم ودورى .
وثبت أن طول فترة النهار يؤثر فى نشاط الطيور الذى يؤثر بدوره فى حجم الغدد الجنسية الذى يزداد بزيادة طول فترة النهار ويقل بنقصانها