التوازن البيئي

رصيد العناصر الكيمائية المختلفة في أى نظام بيئي يبقى ثابتا تقريبا تتبادله الكائنات الحية ثم تعود بعد موتها وتحلل أجسامها إلى التربة ليبقى متاحا لأجيال أخرى قادمة من الكائنات الحية فالكرة الأرضية لا يصلها شيء من خارجها إلا طاقة الشمس ومن ثم وجب أن تكون للعناصر دورات تنتقل فيها بين الكائنات الحية والمكونات غير الحية .
يؤثر كل كائن حي داخل النظام الإيكولوجي في حياة الكائنات الأخرى ويتأثر بها 0
وإذا لم تتعرض هذه الكائنات الحية لعوامل جديدة أو طارئة على النظام الإيكولوجي فإنها تقيم فيما بينها توازنا طبيعيا بيولوجيا (توزيع عددى ثابت ) .

* عوامل اختلال التوازن البيئي :
يختل توازن النظام البيئي في الحالات الثلاث التالية :
1- إدخال نبات أو حيوان جديد إلى بيئة متوازنة ليس له فيها أعداء طبيعية مما يؤدي إلى اختلال التوازن مثل :
ا- إدخال نبات التين الشوكي إلى استراليا عام 1788 حيث وجد البيئة المناسبة والغذاء الوفيرة فنما وتكاثر ولعدم وجود أعداء طبيعية له انتشر انتشارا كبيرا أدى إلى موت النباتات الأخرى وهروب الحيوانات 0
ب- إدخال عشب الحسك إلى أمريكا أدى إلى انتشاره حتى أصبح من أكـبر الآفات في أمريكا
ج- إدخال ورد النيل إلى مصر في القرن التاسع عشر أدى إلى انتشاره بصورة وبائية في النيل وقنوات الري وقد سبب ذلك فقدان كمية كبيرة من الماء وزيادة انتشار البلهارسيا وغيرها من الطفيليات .
د- أدخلت الأرانب إلى جزيرة ليان ( إحدى جزر هاواي ) سنة1890 حيث وجدت بيئة مناسبة ولعدم وجود أعداء لها زادت سرعة نمو أعدادها .
فأدى ذلك إلى خلو الجزيرة من النباتات مما أدى إلى اختلال التوازن البيئي وموت الأرانب و هجرة الطيور أوموتها .
هـ- أدخلت دودة اللوز القرنفلية إلى مصر مع بذور قطن مصابة من الهند فانتشرت وأصبحت من أخطر الآفات الزراعية على محصول القطن 0

2- إخراج حيوان أو نبات من بيئة متوازنة يؤدي إلى اختلال التوازن مثل :
أ- عند استقرار الإنسان في بعض المناطق الجديدة في أمريكا قام باقتلاع الأعشاب والحشائش من الأرض لكي يزرع مكانها بعض المحاصيل اللازمة فأدى ذلك إلى قلة الأمطار وعدم نمو المحاصيل في هذه المناطق .
ب- قتل البوم والصقور في إحدى الولايات الأمريكية سنـة 1886 ، لأن هذه الطيور كانت تتغذى على صغار الدواجن ولكن في نفس الوقت كانت تتغذى على الفئران وعند نقص عدد هذه الطيور في البيئة أدى ذلك إلى زيادة الفئران التي أحدثت ضررا بالمحاصيل الزراعية أكثر من قيمة صغار الدواجن 0

3- تغير العوامل الطبيعية يؤدي إلى اختلال التوازن مثل :
أ- التواء في القشرة الأرضية كما حدث بتلال المقطم التى كانت قاعا لبحر قديم فانحسرت المياه وأدى ذلك إلى هلاك الحيوانات المائية وظهور الحيوانات الأرضية .
ب- عند ردم البرك والمستنقعات تهلك النباتات والحيوانات المائية التي كانت تعيش فيها وتظهر بدلا عنها حيوانات ونباتات أرضية .
ج- كان المناخ في أوربا حارا في زمن البليوسين وكانت تنمو فيه أشجار النخيل والكافور ثم انخفضت درجة الحرارة بالتدريج حتى غطى الجليد الأرض في زمن البلستوسين فأدى ذلك إلى اختلال التوازن وهلاك كائنات البيئة الحارة وظهور كائنات البيئة الباردة 0

ملحوظة :
النظام الإيكولوجي يظل في حالة اتزان طالما استقرت الأمور في وضع معين فإذا تدخل الإنسان في النظام البيئي بطريقة غير منضبطة ولصالحة مباشرة أختل التوازن بسبب تدميره للسلاسل الغذائية ومأوى الحيوانات عند اقتلاع الغابات بالاضافة الى الملوثات السامة التى تطلقها المصانع والمبيدات .

البيئة المصنوعة وأثرها على البيئة الطبيعية

عندما بدأ الإنسان القديم في أول الأمر كان يسكن الكهوف وكانت أدواته بدائية بسيطة وأثره على البيئة غير ملموس وكل ما استطاع الإنسان أن يصنعه ويبتكره ليستخدمه مستمدا أساسا من مكونات البيئة.
غير أن الإنسان وهو ينشئ البيئة المصنوعة أساء إلى البيئة الطبيعية مثل الصيد الجائر - قطع أشجار الغابات .
ونحن في مصر قد ارتكبنا في الماضي عديداً من الأخطاء وتنبهنا لها اليوم وأدركنا مدى الخطأ الذي ارتكبناه في حق البيئة الطبيعية ؛فقد حولنا مئات الآلاف من الأفدنة الزراعية الخصبة إلى مناطق سكنية وصناعية ولوثنا النيل والترع والبحر 0
وهكذا في الوقت الذي تستزرع فيه الصحراء نقضي على أجود الأراضي الزراعية وليس معنى هذا ألا ننشئ المدن بل إن ننشئها ولكن بعيدا عن الأراضي الزراعية إن علينا أن نتعامل مع البيئة تعاملا سويا يحقق ما نبغيه من تقدم
سبحان الله وبحمده